الأحد، 27 أبريل 2008

Les exploits de 3ammar 404

Pour une fois 3ammar 404 m'étonne , qu'il filtre ce qu'il filtre d'habitude, cela est habituel et prévu, qu'il bloque rapidshare, youtube etc ,aucun problème on sait qu'il est motivé mais le comble de l'ironie qu'il bloque:
http://www.tightvnc.com
http://www.realvnc.com
pourtant 3ammar normalement doit savoir que les gens qui ont besoin de ces site savent bien stopper sa 404 trop frévole

الأربعاء، 16 أبريل 2008

خطاب الجلوس

خطاب الجلوس

سأختار شعبي
سأختار أفراد شعبي
سأختاركم واحدا واحدا من سلالة
أمي ومن مذهبي,
سأختاركم كي تكونوا جديرين بي
إذن أوقفوا الآن تصفيقكم كي تكونوا
جديرين بي وبحبي
سأختار شعبي سياجا لمملكتي ورصيفا لدربي
قفوا أيها الناس, يا أيها المنتقون
كما تنتقى اللؤلؤة
لكل فتى إمرأة
وللزوج طفلان: في البدء يأتي الصبي
وتأتي الصبية من بعد, لا ثالث,
وليعم الغرام على سنتي
فأحبوا النساء, ولا تضربوهن إن مسهن
الحرام
سلام عليكم.. سلام .. سلام

سأختار من يستحق المرور أمام
مدائح فكري
ومن يستحق المرور أمام حدائق قصري
قفوا أيها الناس حولي خاتم
لنصلح سيرة حواء.. نصلح أحفاد آدم
سأختار شعبا محبا وصلبا وعذبا..
سأختار أصلحكم للبقاء
وأنجحكم في الدعاء لطول جلوسي فتيا
لما فات من دول مزقتها الزوابع!


لقد ضقت ذرعا بأمية الناس
يا شعب, يا شعبي الحر فاحرس هوائي
من الفقراء..
وسرب الذباب وغيم الغبار
ونظف دروب المدائن من كل حاف
وعار وجائع
فتبا لهذا الفساد وتبا لبؤس العباد الكسالى
سأختار شعبا من الأذكياء .. الودودين والناجحين
وتبا لوحل الشوارع
سأختاركم وفق دستور قلبي:
فمن كان منكم بلا علة.. فهو حارس كلبي
ومن كان منكم طبيبا.. أعينه
سائسا لحصاني الجديد
ومن كان منكم أديبا.. أعينه حاملا لاتجاه النشيد
ومن كان منكم حكيما.. أعينه مستشارا لصك النقود
ومن كان منكم وسيما .. أعينه حاجبا للفضائح
ومن كان منكم قويا أعينه نائبا للمدائح
ومن كان منكم بلا ذهب أو مواهب فلينصرف
ومن كان منكم بلا ضجر ولآلئ
فلينصرف
فلا وقت عندي للكدح والقمح
ولأعترف
أمامك يا أيها الشعب.. يا شعبي
المنتقى بيدي
بأني أنا الحاكم العادل
كرهت جميع الطغاة ..
لأن الطغاة يسوسون شعبا من الجهلة
ومن أجل أن ينهض العدل فوق الذكاء المعاصر
لا بد من برلمان جديد ومن أسئلة
من الشعب يا شعب.. هل كل كائن يسمى مواطن ؟
ترى هل يليق بمن هو مثلي قيادة لص وأعمى وجاهل؟
وهل تقبلون لسيدكم أن يساوي ما بينكم
أيها النبلاء
وبين الرعاع .. اليتامى .. الأرامل؟
وهل يتساوى هنا الفيلسوف مع المتسول؟
هل يذهبان الى الاقتراع معا
كي يقود العوام سياسة هذا الوطن؟
وهل أغلبيتكم أيها الشعب , هم عدد لا لزوم له
إن أردتم نظاما جديدا لمنع الفتن؟
إذن
سأختار أفراد شعبي, سأختاركم واحدا واحدا
كي تكونوا جديرين بي.. وأكون جديرا بكم..
سأمنحكم حق أن تخدموني
وأن ترفعوا صوري فوق جدرانكم
وأن تشكروني لأني رضيت بكم أمة لي ..
سامنحكم حق أن تتملّوا ملامح وجهي في كل عام جديد
سأمنحكم كل حق تريدون, حق البكاء على
موت قط شريد
وحق الكلام عن السيرة النبوية
في كل عيد
وحق الذهاب الى البحر في كل يوم تريدون
لكم أن تناموا كما تشتهون
على أي جنب تريدون.. ناموا
لكم حق أن تحلموا برضاي وعطفي.. فلا تفزعوا من أحد
سأمنحكم حقكم في الهواء.. وحقكم في الضياء
وحقكم في الغناء
سأبني لكم جنة فوق أرضي
كلوا ما تشاؤون من طيباتي
ولا تسمعوا ما يقول ملوك الطوائف عني
وإني أحذركم من عذاب الحسد!
ولا تدخلوا في السياسة إلا إذا صدر الأمر عني
لأن السياسة سجني
هنا الحكم شورى, هنا الحكم شورى
أنا حاكم منتَخب
وأنتم جماهير منتخِبة
ومن واجب الشعب أن يلحس العتبة
وأن يتحرى الحقيقة ممن دعاه إليه
اصطفاه, حماه من الأغلبية
والأغلبية متعبة, متعبة
ومن واجب الشعب أن يتبرأ من كل فرد نهب
وغازل زوجة صاحبه أو زنى أو غضب
ومن واجب الشعب أن يرفع الأمر
للحاكم المنتخب
ومن واجبي أن أوافق, من واجبي
ان أعارض
فالأمر أمري والعدل عدلي, والحق ملك يدي,
فإما إقالته من رضاي
وإما إحالته للسراي
فحق الغضب
وحق الرضى, لي أنا الحاكم المنتخب!

وحق الهوى والطرب
لكم كلكم فأنتم جماهير منتخِبة!
أنا الحاكم الحر والعادل
وأنتم جماهيري الحرة العادلة
سننشئ منذ انتخابي دولتنا الفاضلة
ولا سجن بعد انتخابي, ولا شعرب عن تعب القافلة
سألغي نظام العقوبات من دولتي
من أراد التأفف خارج شعبي فليتأفف
سنأذن للغاضبين بأن يستقيلوا من الشعب
فالشعب حر
ومن ليس مني ومن دولتي فهو حر
سأختار أفراد شعبي
سأختاركم واحدا واحدا مرة كل خمس
سنين
وأنتم تزكونني مرة كل عشرين
عاما إذا لزم الأمر
أو مرة للأبد
وإن لم تريدوا بقائي, لا سمح الله,
إن شئتمُ أن يزول البلد
أعدت إلى الشعب ما هب ودب من سابق الشعب
كي أملك الأكثرية, والأكثرية فوضى
أترضى, أخي الشعب!
ترضى بهذا المصير الحقير, اترضى؟
معاذك!
قد اخترت شعبي واختارني الآن شعبي..
فسيروا إلى خدمتي آمنين
أذنت لكم أن تخرّوا على قدمي ساجدين
فطوبى لكم, ثم طوبى لنا .. أجمعين

محمود درويش 1986

الأحد، 13 أبريل 2008

إلى مناضلي الرديف

كل ثورة و إحنا دايما فرحانين
اللي ماتوا فى المعارك .. فرحانين
و اللي حضر و اللي شارك.. فرحانين
و اللي ساكنين الخنادق.. فرحانين
و الماسكين على المبادئ.. فرحانين
و اللي شايلين شوق لفكرة.. فرحانين
و اللي حاملين هَمّ بكرة.. فرحانين
اللي كلمتهم أمانة.. فرحانين و
و اللي معدتهم جعانة فرحانين
***
إحنا ملح الأرض و تراب العجين
كل صناع الورود و المبدعين فرحانين
عد موج البحر و نجوم الليالي
عد رمل الأرض و اكتر من السنين
قولوا قولوا .. فرحانين
كل ثورة و إحنا دايما فرحانين
قولوا قولوا .. فرحانين

أحمد فؤاد نجم

الجمعة، 11 أبريل 2008

السماء.. تحتنا أيضا !- محمد الصغير أولاد أحمد

كلّنا يعرف، تمام المعرفة، أنّ سيدنا عزرائيل محروم من جميع العطل، المدرسية والوطنية والدينية التي سنها البشر، بعد أن غادروا الفردوس، مطرودين، وفي أفواههم مذاق مرّ لتفاحة، كانت قبل ذلك بقليل، حلوة.
إنّه مشغول بالعمل ليل نهار. يوزّع الموت، بالعدل والقسطاس، على الحيوان والجنّة والناس. لا يفرّق بين أرواح عفنة وأخرى طاهرة، هذا إذا أمكن له العثور على أرواح طاهرة، بطبيعة الحال، بعد أن فعلت الثقافة فعلها في بني البشر.
ومع أنّنا نعرف ذلك بالقدر الذي نجهل به مصائرنا، فإنّ أغلبنا يتلكّأ في الاستجابة لدعوته لنا بمغادرة الحياة على الفور، وكأنّ للرجل وقتا، شبيها بوقتنا المبدّد، يسمح له بتكرار الكلمات وتمطيط الجمل وتنغيم الحروف على طريقة الخطباء. وما أكثرهم في جوامع اللغة العربية وتجمّعاتها وجامعاتها..بل ما أكثرهم حتّى في المفرد والمثنّى..وفي الجسد الواحد وظلّه الواحد.
لكأنّ أيّاما إضافيّة أو شهورا هزيلة تنضاف إلى وجودنا الحيواني، على سبيل التوسّل لملك الموت، كافية للتدليل القطعي على أنّ الحياة، ذاتها، قد شرفت بنا ولو لدقيقة واحدة طيلة حياتها كلّها.
لكأنّ ما خسرناه بالإضراب عن أداء واجباتنا، لمّا كانت الحياة ممكنة، سوف نربحه بالندم على وقت ثمين، تمّت إتاحته لنا، فلم نستطع أن نحوّله لا إلى زمن ولا إلى تاريخ !!
في مثل حالتنا، نحن الفرادى داخل لغة تجمعنا بقوة النحو والسيف، لغة لا يهمّها أن تتذكر المستقبل بقدر ما يهمّها التباهي بما تتصوّره أبديّا في منجزات ذكور ماتوا، مقتتلين ومقتولين، منذ مئات السنين، دون أن يتركوا لعبدتهم حرّية الفرار من صحراء الجنّة الخضراء باتجاه جنان جهنّم الحمراء من باب تفعيل البنية التحتيّة للسماء :
السماء الواقعة تحتنا أيضا على عكس ما يظنّ أربعة أخماس العموديّين ومن جاورهم من أفقيّين فخورين بأن يكون لهم ربّ، لغوي، سرّي، غامض، لا يصلح لأن يكون مادّة للتأويل وذريعة لتصفية الحسابات بين البشر...
في مثل حالتنا، نحن الذين خصصنا، من دون أنظمة الدنيا قاطبة، بأنظمة حكم سياسية وراثية، يطيب لي، من هنا فصاعدا، أن أسمّيها أنظمة جنسية، لكونها أغارت على تقاليد الممالك والإمارات والسلطنات وأدخلتها، عنوة، في قاموس الجمهوريات، بحيث صار الفعل الجنسي، باعتباره إدخال شيء ذي حجم وكتلة في شيء مجوّف لزج، عن طريق الزواج أو المتعة، هو الآلية الصدفويّة الوحيدة للتربّع على سدّة الحكم حتى الموت أو الاغتيال أو الإقالة أو الانتحار أو الإعدام... أو الهروب مع السيدة الأولى باتّجاه حاكم مجاور يستعدّ، هو الآخر، للهروب مع من بقي حيّا من عشيرته ونسله.
وفي هذا المجال علينا أن نفترض أن خيانات زوجيّة عديدة قد تمّت، بالفعل، بين الأزواج والزيجات الحاكمة في منطقتنا، إذا ما أردنا، ومن باب التسلية، إقامة الدليل على أنّنا غير محكومين بأنظمة وراثيّة تناسليّة بالمعنى الجنسيّ الناتج، حصريّا، عن إدخال شيء في شيء أو عن تداخل شيئين في بعضهما البعض.
في مثل حالتنا، نحن الذين أرغمنا الله، على كتابة آخر رسائله، وقتلناه قبل أن يقتله فريدريك نيتشة، وتنسّبه النسبيّة..ثم زدنا..فقايضنا جوهر الحرّية بأسمال الحقيقة إلى حدّ لم يعد ممكنا معه الوصول إلى ديمقراطيّة لاعن طريق الأنظمة الحاكمة ولاعن طريق المعارضة الحالمة ولاعن طريق الأصوليّين التكفيريين بطبيعتهم ولا عن طريق التبشير و الاحتلال سواء أكان مباشرا أم غير مباشر.
في مثل حالتنا، وحتّى لا يطول هذا الاستطراد الذي عليه أن يطول، لأسباب تكرارية، يتطلّبها إيقاع أرواحنا المنتحبة، وحتّى لا نعطّل السيد عزرائيل عن أداء الوظيفة الإداريّة الوحيدة الموكولة له، يتعيّن علينا أن نستثمر تطيّرنا من الحياة ونبادر ببيع ما تبقّى سليما من أعضائنا (قلوب..كلى..أكفّ..ألسنة..مُقل..إلخ) إلى من لديهم رغبة في مزيد الحياة.
وأيّ عجب في الأمر ما دمنا سنقبض أموالا طائلة، مقابل التنازل عن أجسادنا، وسنوفّر على أبنائنا عقوبة أن يكونوا مثلنا وأن يكون، داخل أجسادهم، أعضاء تذكّرهم بنا.
المصدر:موقع الأوان

الخميس، 10 أبريل 2008

Première victoire des mobilisations dans le bassin minier tunisien de Gafsa


première victoire des mobilisations dans le bassin minier tunisien de Gafsa, continuons la pression !

Suite à la manifestation des femmes de Redeif et au rassemblement hier de la population mobilisée devant le siège de la sous-préfecture ( Motamadia), dans le bassin minier de Gafsa (Sud de la Tunisie), le gouvernement a cédé en soirée en libérant tous les jeunes qui avaient été arrêtés depuis dimanche. Néanmoins, il continue de retenir trois responsables syndicalistes sous les verrous : Adnane haji, secrétaire général du syndicat de l'enseignement de base de Redeyef, Taeïb Ben Othmane, membre du syndicat de l'enseignement de base de Redeyef, et Bechir Labidi, syndicaliste.
Le rassemblement d'hier s'était effectué en présence d'une délégation de 3 membres de la Ligue Tunisienne des Droits de l'Homme (LTDH), dont un membre du comité directeur, Abderrahmane Hedhili, et des présidents des sections de Kerouan et Jendouba. Le rassemblement avait donné lieu à plusieurs prises de parole publiques. Le sous-préfet interpellé avait d'abord accepté le principe d'une ouverture des négociations mais avait refusé que celles-ci se fassent en présence des représentants de la LTDH. Celles-ci n'ont donc pas eu lieu. Les revendications des manifestants portaient sur la libération des personnes arrêtées, la fin du harcèlement par les nombreuses forces de police déployées dans la région, et l'ouverture de négociation avec les syndicats et toutes les composantes de la société civile impliquées dans les protestations.
Pour mémoire, le grondement populaire que vit le bassin minier de Gafsa à Métlaoui, Redaïef et Moularès depuis plus de trois mois, a éclaté le 5 janvier 2008, jour de la publication de résultats du concours de recrutement professionnel au sein de la Compagnie de « Phosphate Gafsa », principal employeur de la région, des résultats considérés par l’ensemble de la population comme frauduleux et basés sur le favoritisme. Depuis cette date, des grèves, manifestations, occupation de lieux symboliques par les chômeurs jeunes et moins jeunes, diplômés et non diplômés, ont été organisées partout dans cette région avec la participation de toutes les catégories socioprofessionnelles, sans distinction d’âge, ni de sexe ni de rang social. Certains responsables syndicaux locaux sont à la pointe de ce mouvement.
Dimanche 6 avril, une vague d'arrestations de jeunes gens et de responsables syndicaux (voir communiqué du 07avril 08) a signifié le choix de la répression finalement effectué par les autorités tunisiennes en réponse à ce mouvement.
Le Comité de soutien aux habitants du bassin minier de Gafsa appelle à la libération immédiate des trois responsables syndicaux qui restent emprisonnés et appelle à poursuivre la pression nationale et internationale qui s’exprime depuis le début des évènements sur les autorités tunisiennes pour que toutes les revendications des populations mobilisées soient entendues.
Comité de Soutien aux Habitants du Bassin Minier de Gafsa
C/o FTCR, 3 rue de Nantes 75011 Paris ? Courriel : bassin.minier@hotmail.fr
Tél. : 01 46 07 54 04 ; Fax. : 01 40 34 18 15

إلى معتقلي الرديف

في الطريق إلى الزنزانة (نعم لن نموت)

(شعر: معين بسيسو)

نعم لنْ نموتَ، ولكننا سنقتلعُ الموتَ من أرضنا

هناكَ... هناكَ... بعيداً بعيدْ... سيحملني يا رفاقي... الجنودْ...

سيُلقون بي في الظلامِ الرهيب سيُلقون بي في جحيمِ القيودْ

نعم لنْ نموتَ، ولكننا….

لقد فتشوا غرفتي يا أخي فما وجدوا غيرَ بعضِ الكتبْ

وأكوامِ عظمٍ همو... إخوتي يئنُّون ما بين أمٍّ... وأبْ

لقد أيقضوهم... بركلاتهمْ لقد أشعلوا في العيونِ الغضبْ

نعم لنْ نموتَ، ولكننا….

أنا الآن بين جنودِ الطغاةِ أنا الآن أُسحبُ للمعتقلْ

وما زال وجهُ أبي ماثلاً أمامي... يُسلِّحُني بالأملْ

وأمي... وأمي... أنينٌ طويلْ ومن حولها إخوتي يصرخونْ

ومن حولهم... بعضُ جيراننا وكلٌّ له... ولدٌ في السجونْ

ولكنِني رغم بطش الجنودْ رفعتُ يدًا أثقلتها القيودْ

وصحتُ بهم: إنني عائدٌ بجيشِ الرفاقِ... بجيشِ الرعودْ

نعم لنْ نموتَ، ولكننا….

هناكَ أرى عاملاً في الطريقِ أرى قائد الثورةِ المنتصرهْ

يُلوِّحُ لي بيَدٍ من حديدْ وأخرى تطاير منها الشررْ

أنا الآن بين مئات الرفاقِ أشدُّ لقبضاتهم... قبضتي

أنا الآن أشعرُ أني قويٌّ وأني سأهزمُ... زنزانتي

نعم لنْ نموتَ، نعم سوف نحيا ولو أكلَ القيدُ من عظمِنا

ولو مزقتنا سياطُ الطغاة ولو أشعلوا النارَ في جسمِنا

نعم لنْ نموتَ، ولكننا سنقتلعُ الموتَ من أرضنا

الاثنين، 7 أبريل 2008

لوعة الغريب البغدادي ليلة دخول المغول

لوعة الغريب البغدادي ليلة دخول المغول ـــ الطاهر الهمامي- تونس


(1)‏

ما الذي جدَّ في آخر الليل...؟‏

هذي المتاريسُ... هذي الخنادقُ‏

هذي البنادقُ، هذي البيارقُ‏

أين "طِوَالُ النّجادِ" سِرَاعُ الجيادِ‏

وقبضاتهم في السّماء‏

وأرواحهُم فوق رَاحَاتِهم؟‏

...‏

(2)‏

ما الذي جدَّ...؟‏

هذي المَرَابِطُ... أين المُرابطُ؟‏

هذي الأعِنّةُ،‏

هذي القَنَا‏

أين منصورُها؟‏

أين هارونُهَا؟‏

أين مأمونُها؟‏

أين "مُعْتصَماه"؟‏

(3)‏

ما الذي جدّ في آخر الليل...‏

يا "أمَّ قَصرْ"‏

ويا بَصْرتاه‏

ما الذي جدّ في غَبَشِ الفَجر‏

لم نَرَ إلاَّ عُلُوجاً‏

على ظهر دبّابتيْن‏

إلى قلب بغدادَ، لا حَسنٌ رَدَّهُمْ‏

لا حُسَيْن‏

ولا انهارَ جسرْ‏

ولا اشتعل الماءُ في الرافدين‏

ولا ارتجّت الأرض‏

أو قِيل: كَيْفَ وأين؟‏

(4)‏

ما الذي جدَّ...؟‏

كانت أصابعُ فوق الزّناد‏

وكانت قِلاَع‏

وأفئدةٌ شدَّ أنْباضَهَا الالتياع‏

وكانت سَكاكينُ تُشْحَذُ في كُلّ بيت‏

وبالنّابِ والظّفْر‏

بغداد كانت تُعِدُّ‏

لِرَدْع السِّباع‏

(5)‏

ما الذي جدّ يا أيّها البابليّ‏

هل أراك نسيتَ عليّ‏

وصَيْد "الأبَتْشي"؟‏

عليّ الذي‏

لم يَصِدْ يومَهَا أرنباً أو حَجَلْ‏

صادَ طيّارةً للغزاةِ بحجم الجَبَل‏

ما الذي جدّ يا أيّها البابليّ‏

جَرْعةً علَّ هذا الكَمَدْ‏

ينجلي‏

جرعةً إنّ هذا الكَبدْ‏

يصْطلي‏

(6)‏

ما الذي جدّ.. حَجَّاجَها؟‏

إن تَكُنْ خُدْعةٌ، كيف مرّ الخداع؟‏

وهل في حِمى الرافدين ضِباع؟‏

أو يكن خائنٌ‏

كيف أمكن للأفْعُوان؟‏

أو تكن غَدْرةٌ‏

كيف أمكن للغدر؟‏

كيف اعتلى وانطلى؟‏

كيف باض‏

وأمكنه الطيران؟‏

وهل في الورى‏

من يخونُ الثّرى؟‏

وهل في العَرَبْ‏

من يبيع التراب‏

ولو بالذهب؟‏

وهلْ في العراق العريق‏

من يهون عليه الفُرَات‏

ولو بالعقيق؟‏

(7)‏

رأيْنَا... ولم نَرَ كالأمْركان‏

وكنّا نُفتّشُ فيهم عسى نلتقي رَجُلاً لا "حِصان"‏

رأينا... ولم نَرَ كالإنقليز‏

وكنا نفتّش فيهم عسى نلتقي بشراً لا معيز‏

تَرَاقَصُ للحرب، ترفع أذنابها‏

للأزيزْ‏

وتَنْزُو على منظر الدّم‏

والوالغين‏

(8)‏

عَلاَمَ أَتَوْنَا‏

وألقوا بترسانة الموت حيثُ عَلَوْنَا‏

وحيث غَلَوْنَا‏

عَلاَمَ أَتَوْا... يا شذى نفطنا‏

يا لَعِين‏

(9)‏

علام أتوا‏

من دعاهُم لكي يخلعوا، يَعْزِلُوا‏

من رجاهم: ألا قنبِلُوا قَتّلُوا‏

لِيَكُنْ رَبُّنَا ظالماً‏

ما الذي حيّر الظالمين؟‏

لِيَكُنْ رَبُّنَا قاتلاً‏

ما الذي أقلق القاتلين؟‏

أو يكن دمنا سائلاً‏

دمُنا لا يُبَاع‏

ومتَى كانَ عِزّ يُعَادُ على نفقة الغاصبين؟‏

ومتى كان حُرّ يعود على ظهر دبّابة المعتدين؟‏

ومتى كان عبد يُحرَّر بالرّدم‏

يا عالمين؟!‏

(10)‏

مِنْ ثقوب العروبة جاؤوا‏

وبعضُ الأعاريب أهداهم الوردَ‏

والقائمات‏

و "حُمْرَ الحُلَى والمطايا"‏

أجَلْ! مِن جُيوبِ العروبة مالُوا...‏

وفي ظلّ يعرُب قَالُوا‏

أجَلْ! مِن ثغور العروبة... مَنْ للثغور!‏

أيا سيف دولتنا‏

من ثقُوب العروبة جاؤوا‏

وأولاد عنترَ هُمِ من أوَاهم‏

وهُمْ من سقَاهُم‏

وهم من وقاهم‏

وأقطعهم أرض عبْسٍ...‏

أجل من ثقوب أبي جعفر دخلوا‏

سقف بيت أبي جعفر من قَصَبْ‏

ركن بيت الخليفة قشّ‏

(11)‏

عَدَوْنا على عدوة النهر‏

"بين الرصافة والجسر"‏

كانت "عيون المها" ها هنا‏

وهي في الجبهة الآن‏

تسقِي المَغُول‏

وقفنا على بيت حكمتنا وعلى بيت حكمتنا عَدَتِ العاديات‏

رمته إلى النار والنهر‏

مدّتْ جسوراً بأسفاره لعُبور الخُيول‏

وقفنا على العامرية‏

تلونَا على مسمع الدهر: تبّت يدّا "المدنية"‏

وما أطيب العيش عيش الفلاة‏

وبين وحوش البرية‏

أيا بيت حكمتنا!‏

ووقفنا على النار تأكل "ذكرى حبيب"‏

و "معجز أَحْمَدْ"‏

وتلهو بساعة هارون، تعدو على‏

وتَر الموصلي‏

ونادت نوادب "دار السلام"‏

بكى صاحبي.. حين لمْ يلْقَ صوتاً‏

وأيقن أن يداً وحْدَها لا تُصَفّي‏

وأنّ فماً مُلْجَمَاً لا يجيب‏

بكينا على وطنٍ عربي‏

كان أمّي‏

ولكن أبيّ‏

(12)‏

قُلْ لتُبّعها الباطشين‏

تدور عليكم‏

رويداً... رويداً‏

ألاَ قل لتُبّعها الطائشين‏

تمادَوْا... تمادوا‏

فأمّ السبّاع‏

تدور على ذيلها‏

وعلى العالمين!

الأحد، 6 أبريل 2008

إذهَبْ وقُـلْـها للجبل

إذهَبْ وقُـلْـها للجبل

كيف؟
أنت الساحةُ الآن ، ولا تدري بما يَـحدُثُ في الساحةِ ؟
ما أسهلَ أنْ تغمضَ عينيكَ …
ولكنّ الرصاصَ انطلقَ ؛
الدبابةُ " ابراهيمُ " في المفترَقِ الأولِ
والرشّــاشُ لا يهدأُ …
ما كنتَ بعيداً ، حين كانت " ساحة التحرير " تلتَـمُّ على أشلائها :
الدبابةُ " ابراهيم " في المفترق الأولِ
والسمْـتيّـةُ السوداءُ ، آباشي ، على رأسكَ
والبرجُ يدورُ …
انتبه العصفورُ
والمقتولُ
والحائطُ ،
لكنك لم تنتبهِ
الشمسُ على رأسكَ تحــمــرُّ ، ولم تنتبهِ
الساحةُ بارودٌ من الأعلى
دمٌ إهْــرِيقَ في الأسفلِ
طابورٌ من النملِ
ولم تنتبهِ …
الليلةَ ، يأتي طائفٌ من آخرِ الـقَـصْـباء .
يأتينا الشِـقِـرّاقُ بما فاهت به جنّـيةُ الهورِ
وتأتي عبرَ مجرى المــاءِ أفراسُ النبـــيّ .
الطينُ من زقّــورةِ الـمَـنأى سيــأتي
والخُلاسيّـونَ والجرحى ، وما تحمله الفاختةُ
الأولى ، وما ينفثه الثورُ الســـماويُّ ،
ويأتينا عليُّ بنُ محمد …
هذه الأرضُ لنا
نحن ، بَـرأْناها من الماءِ
وأعلَـيْـنا على مضطـرَبٍ من طينها ، سقفَ السماءِ
النخلَ
والذاكرةَ الأولى…
وكنّـا أولَ الأسلافِ ، والموتى بها
والقادمين ؛
الأرضُ لن تتركنا
حتى وإنْ كنّــا تركناها …
سـتُـرخي هذه الأرضُ ، لنا ، الـمَـنْـجاةَ ، مَـرْساً من حريرِ الشَّـعرِ
مجدولاً ،
ستعطينا ، أخيراً ، إسـمَـها :
ويْــلِـي على الشطآنْ
ويلي على أهلِ الحِـمى والشانْ
ويلي على أهلي
ويلي على جسر المسيّـبِ
والزبيرِ
وقريتي حمدان
ويلي على ظلِّـي الذي يمحوه أمريكانْ
كيف؟
أنت الساحةُ الآنَ
فكُـنْ أدرى بمن أنتَ
وكنْ أدرى بما تفعلُ
فالساحةُ ـ حتى لو تناستْ إسـمَـها أو غفلتْ عنه ـ هي الساحةُ
أنت الآنَ معنىً ؛
لا تحاورْ
ولْـتَـدَعْ مَـن خاننا يأكلْ طويلاً شـجرَ الزقّــومِ
واثبُـتْ …
لا تحاورْ :
هذه الأرضُ لنا
هذه الأرضُ لنا
هذه الأرضُ لنا
منذُ بَـرأْناها من الماءِ
وأعلَـينا ، على مضطرَبٍ من طينِـها ، سقفَ السماء …


سعدي يوسف 21 / 6 / 2003